سيكمل حتى النهاية... الهدف وضع حزب الله في الزاوية

عاجل

الفئة

shadow
*"ليبانون ديبايت" - ريم عبيد*

حين طرحت فرنسا مبادرتها اليتيمة كانت تعلم علم اليقين أن حزب الله لن يتنازل عن خياره، وبأنه سيكمل بفرنجية حتى النهاية، ولو تلقفتها الأطراف بإيجابية لكان انتهى الشغور ولكانت البلاد اليوم في مكان آخر.
وكانت فرنسا تعلم أيضا أن الحزب أكثر الجهات السياسية اللبنانية جدية، وإلا لما طرحت عليه فكرة الحوار، بعكس ما يساق اليوم عن أنه (أي الحزب) مستفيد من الفراغ وبأن بيئته لم تتأثر بالوضع القائم في البلاد، وبأنه يملك قراره، نظرا لامتلاكه السلاح، وإذا كانت العقوبات الأميركية لم تؤثر به فهل سيتأثر بالفراغ، خصوصا انه متعوداً عليه على اعتبار أن فترة ترشيح الرئيس السابق ميشال عون بقيت فيها البلاد عامين ونصف في الفراغ.
هذا الكلام هو محض افتراء، وتهم لا سند لها، ولكنها تتكثف في الآونة الأخيرة، لإيجاد ذريعة تستخدم ضد الحزب، علها تكون مادة على طاولة لودريان في زيارته القادمة التي من المتوقع ان تكون في منتصف تموز.
الا ان هذه الجهات تجهل ما دار في اللقاء الذي جمع لودريان برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، لذا هي تتهم الحزب اليوم بأنه لن يقبل بالحوار قبل ان يناقش بعض الملفات الأساسية في البلاد، كالمثالثة وإنشاء مجلس تأسيسي، أو إجراء تعديلات جوهرية على اتفاق الطائف، أو الحديث في اللامركزية الإدارية الموسعة، كما يطالب رئيس تكتل "لبنان القوي" النائب جبران باسيل، ولكن موقف حزب الله هو عكس ذلك تماما.
حيث أكدت أوساط الحزب لـ"ليبانون ديبايت"، أنه وخلال اللقاء وجه لودريان سؤالا لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن رغبة الحزب في الجلوس الى طاولة حوار، فكان الجواب: "نحن نشجع على الحوار، ولكن أولا نحن بحاجة أن نعرف من هي الجهة الداعية، والأهم من ذلك أن لا يتم وضع ملفات أخرى على طاولة الحوار كالاستراتيجية الدفاعية، أو اللامركزية الإدارية الموسعة، أو تعديل اتفاق الطائف أو تطوير هيكلي للنظام، فما نريده حصرا هو الملف الرئاسي، وبعد الانتهاء من حالة الشغور والتوصل الى اتفاق ومن ثم الى رئيس وفيما بعد الى تشكيل حكومة، قد نفتح مجالا للحديث في ملفات أخرى، وفق إرادة اللبنانيين.
جواب حزب الله هذا يقطع الطريق على أي محاولة لاتهامه بأنه مستفيد من الشغور، أو أنه يسعى لكسب الوقت من أجل مناقشة ملفات، خصوصا انه أكد مرارا وتكرارا أن لا نية لديه لتغيير جوهري في النظام القائم.
والمرة الوحيدة التي تم الحديث فيها بهذا الشأن، كانت خلال خطاب لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إحياء الذكرى السنوية لرحيل الإمام الخميني في العام 2012، والتي طرح فيها آنذاك فكرة الحوار حول مؤتمر تأسيسي، بغية مناقشة الملفات الجوهرية كالطائفية السياسية واللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، وقد أحدثت هذه الدعوة وقتها هجمة شرسة اتهمت الحزب بأنه يريد تغيير النظام وبأنه يسعى لضرب السنة بالمثالثة، ويستهدف من حديثه الى إلغاء الطائف، وإلى ذلك من الاتهامات غير المسندة، وعليه اختار حزب الله ان يطوي الصفحة الى غير رجعة.
لا بد من الإشارة هنا الى ان باسيل تساءل عدة مرات عن نية حزب الله في المماثلة، فكان جواب السيد نصرالله دائما أن لا نية مطلقة لدى الحزب في فتح هكذا مواضيع، أو مناقشة هذا النوع من المشاريع، ولكن إن قررت الكتل مجتمعة، وحظي الطرح تأييدا شعبيا، فلن تكون لدى الحزب أي مشكلة في المشاركة في حوار حول تعديلات دستورية واسعة خصوصا، وأن اتفاق الطائف بعد أربعة عقود لا بد، وأنه بات يحتاج الى بعض التعديلات انسجاما مع التطور الحاصل ومع التبدلات المحيطة في المنطقة.
في سياق آخر، تناقلت وسائل الإعلام وبعض الجهات الحزبية كالقوات اللبنانية وحزب الكتائب تكهنات تفيد بأن الحزب طالب لودريان بضمانات، قد تكون سياسية أو حكومية الدستورية، وقد يتعلق بعضها بشخصية قائد الجيش أو بحاكمية مصرف لبنان وحق النقض الفيتو، وهذا ما نفته الأوساط في حزب الله نفيا قاطعا، مؤكدة أنها لم تطلب أي ضمانات حاليا، وأصلا هذه موضوعات ستناقش لاحقا حتما، بعد انتهاء الانتخاب، وبعد تشكيل الحكومة.
ولكن، أخذ المشهد الى هذا الاتجاه من قبل البعض، إنما هدفه وضع حزب الله في الزاوية، وتقديمه للشعب اللبناني على انه الطرف المعرقل، علما ان الحزب ومنذ البداية كان واضحا في خياراته، ولم يفرض أي شروط، ومن عرقل الأمور هو من كان يناور بمرشح تحد، ولم يستطع إيصاله، ولم يسمح بانتخاب رئيس، وأبقى على حالة الفراغ التي يبدو أنها لن تنتهي حتى مع جولة لودريان الثانية.

الناشر

1bolbol 2bolbol
1bolbol 2bolbol

shadow

أخبار ذات صلة